في الوقت الذي ينظم فيه كتبيو مدينة الدار البيضاء حدثا ثقافيا هو المعرض الوطني السابع للكتبيين ، تشاء الأقدار أن ينتقل إلى عفو الله ورحمته الواسعة أحد مؤسسي الجمعية البيضاوية للكتبيين ، والذي كان الجميع يعتبره أبا روحيا .. إنه السيد بوعزة فخار الرجل الذي أفنى حياته ولأكثر من نصف قرن حافلة بخدمة الكتاب والقارئ بساحة البحيرة خلف الكنيسة الأنجليكانية ، هناك حيث يثوي جزء من تاريخ الدار البيضاء .. ولقد واصل السيد بوعزة حضوره في كل المراحل القاسية والتحولات الصعبة ، لكنه بقي صامدا تتكون على أيديه ومكتبته ومعاملته الطيبة أجيال من الأطر المغربية في مجموع المغرب وخارجه ممن يذكرونه بكل عزة وحب. فقد اختار السي بوعزة عن وعي وقناعة التخصص في الشعب العلمية الحقة ، فكان قبلة للطلبة والباحثين في الرياضيات والفزياء وعلوم الطبيعة من كل جهات المغرب . ولم يبخل عليهم يوما بكتاب أو نصيحة .
فرحمة الله عليك أيها الرجل والكتبي المكافح ، لقد تركت فينا إرثا يسكن العقول والقلوب ، كما تركتَ فينا الصدقة الجارية والعلم النافع والولد الصالح الذي يدعو لك بالمغفرة والرحمة والرضوان . وإنا لله وإنا إليه راجعون.